في أحد ضواحي اليمن تزوج رجل من طبقة متوسطة بإمرأة وكان يحبها كثيراً
وعاشا في بيت متواضع وكان يذهب إلى عمله وزوجته تنتظره بفارغ
الصبر وكانت تحبه حباً جما وكان يبادلها نفس الشعور
وعاشا سعيدان في حياتهما البسيطة وتمر الأيام وكانا يمنيان النفس
بطفل يقتل وحدتهم ويحمل إسم أبيه كما كل العائلات تتمنى أن يصبح
لها أولاد وتمر الأيام ثقيلة على الرجل والمرأة ولا يوجد هناك أي بوادر
للحمل وكان الرجل هو الإبن البكر لأمه وكانت المرأة أيضاً هي البنت
البكر لأمها وكانت العائلتان تنتظر المولود الجديد لكي يفرحوا به ومرت
الأيام وجاءت مشيئة الله بأن تحمل المرأة وكان الجميع من أفراد العائلتين
ينتظر المولود الجديد بفارغ الصبر وكل يوم يأتي الرجل ليقبل مولوده ويدعوه
للحياة لأنها ستصبح نعيماً للرجل والمراة بقدومه ويأتي من عمله يومياً ويجلب
الألعاب والهدايا منتظراً قدومه إلى أن أتى المولود فإذا هي بفتاة فرحا كثيراً
وحمدا الله وأثنيا عليه أنه رزقهم بفتاة جميلة وبعد تفكير أرادو أن يسمونها
(( سلمى )) وعاشت سلمى في دلال كبير بين جديها و أبويها وكانت جميلة
جداً ومحبوبة من قبل الجميع حيث من رآها أخذت قلبه فوراً وأحبها وكانت
ملامح البراءة تتسم بوجهها وأخذت سلمى تشق طريقها بالحياة وتكبر وتمر
الأيام مسرعة وسلمى تزداد جمالاً ويزداد حب أبويها لها وحب أقربائها لها وأباها
يتعلق في حبها كثيراً كذلك أمها ولاحظت الأم شيئاً بهذه الفتاة أنه عندما تتمنى
أمنية تتحقق .........
فعندما تقول لأمها ((إن شاء الله اليوم بابا يحضر لي ألعاب)) يأتي أبوها وجالباً معه
ألعاباً لها ...
تقول (( إن شاء الله يزورنا جدي اليوم )) في نفس اليوم جدها يأتي لزيارتهم ......
وأصبحت القصة ملحوظة جداً ; تقول ((إن شاء الله يهطل المطر )) في نفس اليوم
يهطل المطر أخبرت الزوجة زوجها بالقصة فقال لها دعيه سراً ولا تخبري أحداً .........
ومرض جدها مرضاً شديداً فقالت سلمى (( إن شاء الله يتعافى جدو من مرضه ))
فتعافى جدها من مرضه واستمرت على هذه الحالة سنتان وأصبح عمرها أربع سنوات
وبقيت على هذه الحال وهي بالتالي ذكية جداً أيضاً حيث تعلمت القراءة والكتابة
وقد إزداد أبويها خوفاً من المجهول المنتظر ويزداد الأب تعلقاً بإبنته وسلمى تتعلق
بوالدها كثيراً إلى أن أتى يوماً مرض الأب مرضاً شديداً وغاب عن البيت وتسأل
سلمى عن أبوها فتقول لها أمها إنه مسافر لن تخبرها أمها بالواقع لكي لا تحزن
ويشتد مرض الأب حتى قال له الأطباء أنهم يأسو من معالجته وأنه سيفارق الحياة
.... ((* الأعمار بيد الله *)) هنا طلب أن يرى إبنته قبل أن يموت بعدما أعياه المرض
وجاءت سلمى لترى أبوها مستلقياً بالسرير والمرض أنهكه وإنهالت بالبكاء عليه
وعرفت السر المخبئ عنها وبدأت تبكي وتبكي وتبكي ولم يستطيعوا أمها وجدتها
إيقافها عن البكاء وذهبت للبيت ودخلت غرفتها وبدأت تبكي
تدخل أمها عليها لتطعمها فلا تأكل وبقيت على هذه الحالة يومين وفي ذات صباح دخلت
الأم على سلمى لتجدها قد فارقت الحياة من شدة بكائها فحزنوا عليها كثيراً وحزن الأب
وتألم ألماً شديدا ً ولكن ((* الأعمار بيد الله *)) وبدأ الأب بالتحسن تدريجياً إلى أن
إنتقل إلى منزله وبقي يعيش على ذكرى سلمى وكانت غرفتها لا أحد يدخلها من
حزنهم عليها وفي يوم من الأيام بعد مضي فترة من الزمن دخلت الأم لتنظف الغرفة
وهي تشتم رائحة سلمى بالغرفة وتبكي عليها فإذا وقعت صورة كانت معلقة على الجدار
(( يا الله : إنها صورة سلمى وأبيها يحملها ما أجمل هذه الصورة ))
فحضنتها وقبلتها فإذا تنتبه أنه هناك كلام على خلف الصورة كانت كاتبة بخطها المبتدئ:
" يا رب ....... أموت أنا ويعيش بابا......"